اللورد ريمو رئيس الجمهورية
المهنة : علم الدولة : عدد المساهمات : 457 نقاط : 7268 تاريخ التسجيل : 15/02/2011 العمر : 30 الموقع : في قلب حبي الوحيد
بطاقة الشخصية 3D: 6
| موضوع: زيد بن ثابت .. الفارس الصغير الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 7:12 am | |
| زيد بن ثابت .. الفارس الصغير
بسم الله الرحمن الرحيم *****
زيد بن ثابت ..الفارس الصغير
***** ثابت الفارس الصغير
هو أنصاري من المدينة وكان سنّه يوم قدمها النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرا احدى عشرة سنة وأسلم الصبي الصغير مع المسلمين من أهله وبورك بدعوة من الرسول له وصحبه آباؤه معهم الى غزوة بدر لكن رسول الله ردّه لصغر سنه وحجمه وفي غزوة أحد ذهب مع جماعة من اترابه الى الرسول يحملون اليه ضراعتهم كي يقبلهم في أي مكان من صفوف المجاهدين وكان أهلوهم أكثر ضراعة والحاحا ورجاء
ألقى الرسول على الفرسان الصغار نظرة شاكرة وبدا كأنه سيعتذر عن تجنيدهم في هذه الغزوة أيضا لكن أحدهم وهورافع بن خديج تقدم بين يدي رسول الله يحمل حربة ويحركها بيمينه حركات بارعة وقال للرسول عليه الصلاة والسلام: ( اني كما ترى رام أجيد الرمي فأذن لي ) وحيا الرسول هذه البطولة الناشئة النضرة بابتسامة راضية ثم أذن له
وانتفضت عروق أترابه وتقدم ثانيهم وهو سمرة بن جندب وراح يلوّح في أدب بذراعيه المفتولين وقال بعض اهله للرسول: ( ان سمرة يصرع رافعا ) وحيّاه الرسول بابتسامته الحانية وأذن له كانت سن كل من رافع وسمرة قد بلغت الخامسة عشرة الى جانب نموهما الجسماني القوي وبقي من الأتراب ستة أشبال منهم زيد بن ثابت وعبدالله بن عمر ولقد راحوا يبذلون جهدهم وضراعتهم بالرجاء تارة وبالدمع تارة وباستعراض عضلاتهم تارة لكن أعمارهم كانت باكرة وأجسامهم غضة فوعدهم الرسول بالغزوة المقبلة
بدأ زيد مع اتقانه دوره كمقاتل في سبيل الله بدءا من غزوة الخندق سنة خمس من الهجرة كانت شخصيته المسلمة المؤمنة تنمو نموّا سريعا وباهرا فهو لم يبرع كمجاهد فحسب بل كمثقف متنوع المزايا أيضا فهو يتابع القرآن حفظا ويكتب الوحي لرسوله ويتفوق في العلم والحكمة وحين يبدأ رسول الله في ابلاغ دعوته للعالم الخارجي كله وارسال كتبه لملوك الأرض وقياصرتها يأمر زيدا أن يتعلم بعض لغاتهم فيتعلمها في وقت وجيز وهكذا تألقت شخصية زيد بن ثابت وتبوأ في المجتمع مكانا عليّا وصار موضع احترام المسلمين وتوقيرهم
يقول الشعبي: ( ذهب زيد بن ثابت ليركب فأمسك ابن عباس بالرّكاب. فقال له زيد: تنحّ يا ابن عم رسول الله فأجابه ابن عباس: لا هكذا نصنع بعلمائنا )
ويقول قبيصة: ( كان زيدا رأسا بالمدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض )
ويقول ثابت بن عبيد: ( ما رأيت رجلا أفكه في بيته ولا أوقر في مجلسه من زيد )
ويقول ابن عباس: ( لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن زيد بن ثابت كان من الراسخين في العلم )
ان هذه النعوت التي يرددها عنه أصحابه لتزيدنا معرفة بالرجل الذي تدّخر له المقادير شرف مهمة من أنبل المهام في تاريخ الاسلام كله مهمة جمع القرآن منذ بدأ الوحي يأخذ طريقه الى رسول الله ليكون من المنذرين مستهلا موكب القرآن والدعوة بهذه الآيات الرائعة
( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم)
منذ تلك البداية والوحي يصاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام وراح البعض الآخر ممن يجيدون الكتابة يحتفظون بالآيات مسطورة. وخلال احدى وعشرين سنة تقريبا نزل القرآن خلالها آية آية أو آيات تلو آيات
توافر الحفاظ والكتبة على حفظ القرآن وتسجيله وكان على رأسهم علي ابن ابي طالب وأبيّ بن كعب وعبدالله ابن مسعود وعبدالله بن عباس وصاحب الشخصية الجليلة التي نتحدث عنها الآن زيد بن ثابت رضي الله عنهم أجمعين
| |
|