اللورد ريمو رئيس الجمهورية
المهنة : علم الدولة : عدد المساهمات : 457 نقاط : 7268 تاريخ التسجيل : 15/02/2011 العمر : 30 الموقع : في قلب حبي الوحيد
بطاقة الشخصية 3D: 6
| موضوع: الملف السياسي (فرنسا) -17 السبت فبراير 04, 2012 8:00 pm | |
| إذا كانت بريطانيا العظمي هي الدولة التي تمكنت من تحقيق سيطرتها الاستعمارية علي أوسع مساحه في العالم حتي سميت إمبراطوريتها بالامبراطوريه التي لا تغيب عنها الشمس وإذا كان صعود ألمانيا واليابان وايطاليا أي عالم الاستعمار قد فجر حربين عدوانيتين في العالم (الحرب الأولي والثانية) فان فرنسا التي هي صاحبة تاريخ قديم في الاستعمار مستمر مع بريطانيا ، كانت تسير معها خطوة بخطوة والاهم أن استعمارها يميز بأنه الأشرس في فرض الثقافة واللغة الفرنسية وأحدث التغير في القيم والمعتقدات الدينة في الدول التي استعمرتها. لم تكن الجزائر وحدها هي المثال وليست دول أفريقيا كذلك هي عنوان أهم ، لذلك لكن انتشار اللغة الفرنسية وانشاء الفرانكفونية واستمرارها رغم تراجع الدور الفرنسي في العالم لحساب الدور الأمريكي احد الامثله . تراجعت فرنسا استعماريا وضعفت لكنها ابداً ظلت المنافس الاستعماري للغة الانجليزيه والاستعمار الإنجليزي والأمريكي. وفرنسا أيضا هي الدولة التي عادت للمنافسة الاستعمارية مع الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية أسرع من مثيلاتها الأوربيات .. فإذا كانت ألمانيا خرجت محتله من الحرب الثانية واحتاج دخولها الي ساحة المنافسة الاستعمارية أكثر من نصف قرن بدأت الآن فقط إعلان مواقفها المعارضة للولايات المتحدة والمرافقة عن مصالحها وإذا كانت بريطانية اختارت الائتلاف مع الولايات المتحد ه فان فرنسا هي التي بدأت المنافسة مع أمريكا حتي في ظل الاتحاد السوفيتي السابق فيما سمي بالاستقلالية الفرنسية التي بدأت علي يد الزعيم الفرنسي ديجول ويسميها البعض نسبه الي اسمه وإذا كان بالا مكان الحديث عن رؤية الوضع المستقبلي لفرنسا فان ما يقال في ضوء الأوضاع الراهنة وتفاعلاتها هو أن فرنسا ستكون بالارتكاز الي ألمانيا هي القوه الدافعة الأكثر قدره وفهما وإلحاحا علي إنهاء فكره ومرحله ومضمون الانفراد الأمريكي بالعالم وإقراء صيغه دوليه تقوم علي تعدد الاخطاب الدولية .
إن الملمح الاهم في تشكيل الدوله الحضاريه لفرنسا وقراءتها هي تكوين الشعب الفرنسي الذي كانت ثورته الشعبيه التي اندلعت شرارتها في عام 1789 هي الثوره الاولي والاهم في اوربا والتي اسست قواعد الحكم في اوربا كلها ومن ثم فان أول ملمح لقاعدة الانتقال من وضع اقتصادي واجتماعي وسياسي الي اخره هي قواعد تلك الثورة لقد انتقلت فرنسا الملكية الي الجمهورية في عام 1892 في الوقت أصبح لاتزال بلد مثل بريطانيا حتي الأن تحظي فيها الملك والملكية باحترام وإعجاب من قبل جمهور الشعب وكذلك ما تزال الأمور في بعض البلدان الاخري! والملمح الثاني في تشكيل الرؤية الحضارية لفرنسا هو ميل الفرنسيين وفرنسا الي توصيف الانتقال السياسي والاجتماعي بين مرحله وأخري (الجمهورية الأولي -الثانية-الثالثة-الرابعة).والملمح الثالث من هذا التمسك بالفرنسية والتعصب لا ونشرها في العالم كقوة وفي ضوء تلك الملامح الثلاثة يجب الاشاره الي أن الكاثوليك يمثلون 90% من سكان فرنسا علي عكس الكثير من الأرقام في الدول الاوربيه الأخري.
فرنسا والعرب: ضمن الحقيقة الاستعمارية وامتداداتها نالت آلامه العربية إصابات كبيرة وشديدة من الاستعمار الفرنسي وإذا كانت مصر والسودان والجزيرة العربية قد نالها ما نالها علي يد الاستعمار البريطاني الذي كانت استراتيجية تركز نشاطها علي منطقه الخليج ومصر والسودان (قلب اليابس) وباعتبارها الطريق الي أفغانستان والهند فان الاستعمار الفرنسي ركز جهوده علي المناطق الطرفية من ألامه العربية (الشام ممثله في سوريا ولبنان) والمغرب العربي (الجزائر) وقد ركزت فرنسا جهدها علي أفريقيا وتشعب الاستعمار الفرنسي في التواجد الي درجة أن الولايات المتحدة وبريطانيا ما تزال تحاول أن توجد لها موطئ قدر رؤية جدوى حققيه حتي الآن بل علي العكس بينما تمت تصفية أوضاع الاحتلال البريطاني فان الاحتلال الفرنسي ما يزال بطريقه أو باخري .. يقوي وليس العكس ! وبذكر تصفية الاستعمار البريطاني ونموذجه الأخطر نظام جنوب أفريقيا فان هذا المثال بعينه وإمكانية الاستعمار الفرنسي لساحل العاج (كوت دي فوار) نموذجا تطرح خصائص الاستعمار الفرنسي الذي هو عدواني وشرس في التغلغل الضارب وفي ابادة اللغات والعقائد المحلية لكن ذلك يجري بقفاز حرير الاعند المواجه العسكرية أو هو استعمار استيطاني إن كان بالبشر والعسكر أو باللغة والحضارة والثقافة والعقائد انتهت الاستعمار الاستيطاني البريطاني في جنوب أفريقيا واستمر الاحتلال الحضاري والثقافي والعقائدي عموما في أفريقيا وليس في ساحل العاج فقط ويمكن القول كذلك انه ورغم كل مظاهر الأخطار التي تصنعها أمريكا وبريطانيا للوجد الفرنسي أفريقيا يزال هذا النفوذ قادرا علي المواجه والاستمرارية ! وهنا نقول أن فرنسا والعرب .. فرغم التحرير من الاستعمار الفرنسي في الجزائر ,ولبنان ما تزال الفرنسية تصارع لغتنا العربية .. وما تزال قطاعات من النخب العربية فرنسية الهوي والثقافة ! وتلك هي خطورة فرنسا في الصراع الحضاري الذي يسيطر علي العالم الآن .. فإذا كانت تتخذ مواقف سياسية واستراتيجيه معاديه للولايات المتحدة أو معارضه لها اولشططها فتبدو أو كانها متاخرة للقضايا العربية أو اقل انحيازا للموقف الأمريكي إلا إنها من زاوية الخطورة علي الحضارة الاسلامية بكافة ابعادها وعلي المستوي البعيد .. تظل هي الاخطر | |
|